يبدو أن أردوغان باشا قد أصيب بجنون العظمة بعد أن صفق له بعض العرب في تمثيلياته المتعلقة ببعض مواقفه من إسرائيل، فصدق فعلا أنه “عثمان بن ارطغرل” آخر–أول سلطان عثماني
وأنه سيعيد احتلال سورية مثلما ما زال يحتل جزءا منها، وأنه يمثل وصيا على بلد دفع ثمن طرد العثمانيين الذين جثموا على صدر بلدنا لخمسمئة سنة أفرغوه فيها من كل طاقة وامتصوا خيره كما تمتص العلقة الدم…
يبدو أن أردوغان باشا قد أصيب بجنون العظمة بعد أن صفق له بعض العرب في تمثيلياته المتعلقة ببعض مواقفه من إسرائيل، فصدق فعلا أنه “عثمان بن ارطغرل” آخر–أول سلطان عثماني
وأنه سيعيد احتلال سورية مثلما ما زال يحتل جزءا منها، وأنه يمثل وصيا على بلد دفع ثمن طرد العثمانيين الذين جثموا على صدر بلدنا لخمسمئة سنة أفرغوه فيها من كل طاقة وامتصوا خيره كما تمتص العلقة الدم…
فأردوغان باشا، العثماني الجديد، أطلق مؤخرا جملة من التصريحات التي تخلى فيه عن ورقة التوت التي غطت سابقا حقيقة نظرته لسورية والسوريين بادعاءاته الحرص والقلق على حقوق الإنسان في سورية، فيما جيوشه تغتصب حقوق الإنسان في شرق تركيا، مثلما اغتصبت جيوش أسلافه دماء الأرمن والأشوريين والسريانيين في مجازر ما زال هو شخصيا يدافع عنها، ومثلما اغتصبت دولته حقوق الإنسان في دعمه وإشعاله معارك دامية حصدت الآلاف بين أذربيجان وأرمينيا في حلم لتمديد الدولة العثمانية فتقضم أذربيجان، ومثلما سحقت دولته الشيوعيين اليساريين حتى القتل، ومثلما سحقت سجونه مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين عانوا من تعذيب وصل حد الخوزقة في الماضي….
وفيما لم تتردد حكومته في أن تستخدم جيشها العرمرم لقتل وتشرد في شمال العراق، بل أنها سبق أن دفعته ليقتل ويشرد في شمال سورية أيضا، حرصا على “حقوق الأكراد” في… الآخرة!..
قال أردوغان باشا، بالبذلة السموكن التي لا تليق به: “ما يحدث في سورية يهم تركيا وكأنه شأن داخلي”، ويقصد طبعا: وكأنه شأن داخلي تركي!! فأية وقاحة بلغت بهذا العثماني الجديد؟ لم يتجرأ أحد من عتاة الطامعين بسورية على أن يستخدم هذا التشبيه يوما، لا في الماضي، ولا في أزمة الحاضر، فكيف تمكن من أن يفعل ذلك عثماني جديد يحلم بدولة خلافة يسكن فيها قصور هارون حافلة بالجاريات والأطايب؟!
في الواقع أن ما حدث بسيط وسهل: فالعثماني الجديد صاحب بدلة السموكن تهيأ له أنها فرصة تاريخية الآن ليؤكد أنه دركي جيد في المنطقة، خادم جيد وعبد مطيع للناتو والاتحاد الأوربي، وبالتالي فإن على أسياده أن يفكروا به كقوة حقيقية في المنطقة موازية لإسرائيل، بل ربما أقدر منها على ضبط الرعاع وقيادتهم إلى المراعي الغربية
..
ومع إضافة ثلة من المجرمين الذين يخططون لديمقراطية تسحق نصف سكان سورية (النساء) تحت تصوراتهم الدينية المريضة، وتعتبر كل من هو ليس على مقاسها (المسيحيين) مواطنين درجة ثانية سيدفعون جزية بهذه الطريقة أو تلك (الأخوان المسلمون)، ويسنون الأسلحة لذبح كل من لا يطابق تصوراتهم فيكون عبدا لدين ما (اللاديينين مثلا)، ويشيعون قتل النساء باسم الشرف (هو ما دافعوا عنه علنا)، ويشرعون جعلهن حيوانات جنسية منجبة وممتعة لهم (وأيضا دافعوا عنه علنا)، و.. و.. هذه الثلة التي باعت وطنها للعثماني الجديد مقابل أن يسمح لها بعقد مؤتمر تآمرية تحاول من خلالها استجلاب الدبابات الغربية فتنصب كراسي سلطتها على إيقاعها..
ومع حقائق أعلنتها الجيوش الغربية بأن صراعها مع النظام السوري ليس من أجل حقوق الإنسان ولا الديمقراطية، وإنما هي فك علاقته مع إيران، وتخليه عن حزب الله وحماس، وجلوسه مباشرة على طاولة الاستسلام مع إسرائيل بدون شرط أو قيد، وفتح سورية لشركات “بلاك ووتر” التي عرفنا إنسانيتها جيدا عبر العالم خاصة في العراق، وفتح أسواقها على مصراعيها للبنك الدولي الذي بتنا نعرف جيدا أهدافه الحقيقية في تنمية الشعوب…
تبدو اللوحة واضحة تماما: مهازل أردوغان باشا في قضية أسطول الحرية، ثم مهازله اليوم بادعائه البكاء على ضحايا العنف في سورية، ليس لها سوى حقيقة واحدة: “سورية هي شأن داخلي تركي”! هي “ولاية” تركية! هي “سنجقدار” تركي! هي جزء من الامبراطوية العثمانية البغيضة!
فهنيئا لكم أيها الديمقراطيون من ميريلاند إلى استكهولم إلى باريس وبيروت.. هنيئا لكم أيها المجرمون باسم الدين وباسم الديمقراطية وباسم الحرية بيعكم سورية لسلطان جديد مقابل كرسي لن
تحصلوا عليه أبدا.. هنيئا لكم تحولكم من تجار شعوب وتجار دماء شعوب..
هنيئا لكم أيتها “النخبة” الفارغة فراغ الطبول وأنتم تصمتون عن ما يجري في بلدكم وحوله، غارقين في تصوراتكم التأملية عن ما بعد التاريخ… وهنيئا للسوريين والسوريات أنهم سيبنون سورية ديمقراطية وحرة وآمنة ومستقرة، بعيدا عن الغيلان التركية والفارسية، الأمريكية والفرنسية، وخاصة بعيدا عن غيلان الدين ووحوشه التي بدأت تسن أسنانها التي ستلتهم أجسادها الخاصة حين تكتشف نهائيا أن سورية ليست للبيع
For Their Rights I support this article. Nations other than Armenians should step up for their rights against Turkey and expose their suffering history and thus strengthen the base for all to fight and demand justice from the current Turkish leaders who keep denying their own brutal system.
1 comment
For Their Rights
I support this article. Nations other than Armenians should step up for their rights against Turkey and expose their suffering history and thus strengthen the base for all to fight and demand justice from the current Turkish leaders who keep denying their own brutal system.
Comments are closed.