موضوع {الذكرى 95 للمجازر الأرمنية}.
و لقد ورد في المقال المذكور ـ عن قصد أو غير قصد ـ معلومات تاريخية محرَّفة و غير صحيحة ، مما يدعو القارئ إلى الانطباع أن السيد شبقشي كاتب غّـرٌّ ، يجهل تاريخ الشعب الأرمني و تاريخ الشرق الأوسط. إن مثل هذا الانطباع قد يخفف من وطأة أفكار الكاتب، و إلا فإن مقال السيد شبقشي يرسم أكثر من علامة استفهام و يثير قلقاً ليس بسبب المعلومات المغلوطة ، بل عَّمن يقف (يقفون) وراءه و حثَّه (حثوه) على الكتابة بهذا الشكل ، و الذي (الذين) يطهر (يظهرون) بين الحين و الآخر على صفحات الصحف الصادرةباللغة العربية في الشرق الأوسط و في لبنان بشكل خاص
موضوع {الذكرى 95 للمجازر الأرمنية}.
و لقد ورد في المقال المذكور ـ عن قصد أو غير قصد ـ معلومات تاريخية محرَّفة و غير صحيحة ، مما يدعو القارئ إلى الانطباع أن السيد شبقشي كاتب غّـرٌّ ، يجهل تاريخ الشعب الأرمني و تاريخ الشرق الأوسط. إن مثل هذا الانطباع قد يخفف من وطأة أفكار الكاتب، و إلا فإن مقال السيد شبقشي يرسم أكثر من علامة استفهام و يثير قلقاً ليس بسبب المعلومات المغلوطة ، بل عَّمن يقف (يقفون) وراءه و حثَّه (حثوه) على الكتابة بهذا الشكل ، و الذي (الذين) يطهر (يظهرون) بين الحين و الآخر على صفحات الصحف الصادرةباللغة العربية في الشرق الأوسط و في لبنان بشكل خاص
الدولة العثمانية}. الكاتب يترك انطباعاً لدى القارئ بأنه ـ أي الكاتب ـ شخص لا يعرف الوقائع التاريخية ، إذ لم يفقد الأرمن ذلك العدد الهائل ـ مليون و نصف المليون ـ من أبنائهم خلال الحروب ، بل خلال المذابح و التهجير القسري التي نظمتها الدولة العثمانية.
السيد شبقشي يشك في صحة أرقام ضحايا المذابح، و يضع الأرقام دائماً بين "مزدوجين" للدلالة على الشك. من المؤكد أن الكاتب الجليل لا يعلم أن عدد ضحايا المذابح الأرمنية ـ بحسب تقديرات الولايات المتحدة الأميركية و شهادة الدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى ـ قُدِّرَ بمليون و نصف المليون . و في الوقت عينه ، يثير السيد شبقشي موضوع "مجازر" ارتُكِبَت بحق عشرات الألوف من الأتراك. و كان حريَّاً بالكاتب أن يورد البراهين الدامغة عنها، و إلا، فإنه يخلط المجازر التي حصلت بحق الأرمن و يعتبرها قد حصلت بحق الأتراك .
يقول شبقشي: {… لقد شدَّد الأرمن ـ خلال السنوات الأخيرة ـ حملاتهم ضد الأتراك…}
هنا أيضاً وقع الكاتب الجليل في خطأ جسيم، إذ إن الأرمن ـ بعد المجازر مباشرةً ـ خلال الحقبة الشيوعية في أرمينيا و في بلدان الشتات، لم ينثنوا عن تعهدهم بكشف الحقيقة و الملاحقة لوضع الأتراك أمام محكمة التاريخ.
و يشير الكاتب إلى {أعمال إرهابية} تنفذها "منظمات أرمنية" و يذكر العمليات الثأرية التي قام بها الجيش السري الأرمني. و كان على الكاتب ـ كعربي أصيل ـ أن يعي جيداً حق نضال الشعوب في سبيل التحرير و الاستقلال، و كذلك حق تقرير مصيرها، و بالتالي كان عليه أن يقدِّر قيمة ذلك النضال و الحق الطبيعي. إنه يحاول أن يحرِّف الحقيقة التاريخية عندما يشير إلى الوثائق الموقعة مؤخراً بين الأرمن و الأتراك، و يقول {إن أرمينيا قد فشلت في إظهار حسن النية تجاه اقتراح تركيا بالقيام بعلاقات حسن الجوار…}. يبدو أن الأستاذ شبقشي يجهل أن تركيا هي التي تقوم بمحاصرة أرمينيا منذ ستة عشر عاماً، واضعة شروطاً مسبقة بتحسين مع دولة (دول) ثالثة، ضاربةً مواد المواثيق المذكورة عرض الحائط. إنه ينسى أن مجلس الأمة التركي قد جمَّد السجلات الأرمنية ـ التركية، واضعاً شرط تنازُل الأرمن عن مطالبتهم باعتراف المجازر التي ارتُكِبَت بحق الأمة الأرمنية جمعاء. و يورد شبقشي "معلومات" تدعو إلى السخرية، و ذلك في قوله: {إن الأرمن بدؤوا بتنظيم حملاتٍ ضد السلطات التركية في…تركيا}. إن أقل ما يمكن وصف صاحب هذه الأفكار أو المعلومات هو السذاجة، لأنه يجهل أن عدد الأرمن في تركيا اليوم لا يتجاوز ستين ألفاً، و أن القيام بهكذا حملات ضد تركيا ـ التي يبلغ عدد سكانها إثنين و سبعين مليوناً ـ سيُعْتَبَر إنجازاً بطولياً بلا أدنى شك.
يقول الكاتب: {إن تركيا اليوم لا تمثِّل الدولة العثمانية، كما أن ألمانيا اليوم لا تمثِّل ألمانيا الهتلرية…}. إننا قد نتفق مع الكاتب الجليل حول هذه الفكرة لو أن تركيا اليوم تجرَّأت على قبول أخطاء السلطات السابقة و التحرر من وصمة جريمتها الشنعاء و فتح صفحة بيضاء جديدة مع الأمة الأرمنية و الإعلان عن استعدادها للتعويض المادي و المعنوي و إعادة الممتلكات إلى أصحابها…
يقول شبقشي: {إن الجاليات الأرمنية في لبنان و سوريا و الأردن تدين بشدة ـ بل إنها تهدد مساعي التقارب بين العالم العربي و تركيا}. إن مثل هذه المزاعم لا تنطبق على الحقائق التاريخية، إذ إن الأرمن المقيمين في البلدان العربية لا يطالبون إلا بالعدالة، متقيدين بقوانين تلك البلدان التي يحملون جنسياتها، و سيظلون يطالبون بتلك العدالة حتى ذلك اليوم الذي تقبل دولة الإجرام أخطاءها.
و إلى جانب ذلك، يعبِّر الكاتب عن آيات شكره و تقديره تجاه الدولة التركية المتسامحة تجاه الأقليات اليهودية و المسيحية و الكردية و الأرمنية التي تعيش في تركيا.
كنا نتمنى لو أن ذلك كان حقيقة واقعية ملموسة، إلا أن أمراً كهذا ـ و يا للأسف ـ بعيد كل البعد عن الحقيقة ، إنما نستغرب كيف و من أين ابتكر وجود هكذا "تسامُحٍ" في تركيا…
السيد شبقشي يستغل القضية الأرمنية إذ يزعم أن الأرمن يحاولون تعكير العلاقات المتبادلة بين العرب و الأتراك إلى درجة تستفيد منها إسرائيل. إلا أن السيد شبقشي يقع في خطأ فاضح في استنتاجاته، إذ إن الشعب الأرمني يعرف الشعوب العربية جيداً و يعرف أيضاً أن يميز مصالح الشعوب العربية عن مصالح دولة إسرائيل ، و كذلك الأمر بالنسبة للحكومة في جمهورية أرمينيا التي لم تتوقف يوماً عن الدفاع عن حقوق الشعوب العربية و لم تتوانَ يوماً عن إظهار مواقفها في هذا المجال.
يزعم السيد شبقشي أن الأرمن يتعامون عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. إن هذا الزعم باطل لا يمتُّ إلى الحقيقة بِصِلة، إذ إن الشعب الأرمني يعرف جيداً تاريخ الشعب الفلسطيني و يعرف جيداً ما عاناه من مآسٍ و عذاب ، و خاصة ما تقوم به الدولة الصهيونية. إن مختلف تيارات الشعب الأرمني قد عبَّرت عن مواقفها تجاه حق نضال الشعب الفلسطيني و أيَّدت القضية الفلسطينية العادلة قولاً و عملاً.
و يضع الكاتب علامة استفهام أمام مصير الشعب الأرمني: {على الأرمن أن يقرروا ما إذا كانوا سينضمون إلى العالم العربي أم لا؟ إن تعاون العالم العربي مع دولة عظمى ـ مثل تركيا ـ ينطلق من مصالح العالم العربي}.
إننا نودُّ أن نلفت انتباه السيد شبقشي أن الأرمن عاشوا في الشرق الأوسط منذ آلاف السنين و هُجِّروا قسراً إلى البلدان العربية خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، و مع مرور الزمن باتوا مواطنين صالحين في تلك البلدان. و نود أن نقول ـ شهادةً للتاريخ ـ إن الأرمن المقيمين في القدس يودُّون أن يعيشوا في {فلسطين العربية}. إن الكاتب ـ من خلال هذه المزاعم ـ يكشف عن ميوله العنصرية…
و أخيراً، نود أن نلفت انتباه القارئ إلى أن وسائل الإعلام التركية تقوم بحملة لتحريف الحقائق التاريخية و تحاول تشويه صورة نضال الشعب الأرمني أمام الرأي العام، لذلك علينا التنبُّه إلى خطوات شبقشي و أمثاله…
اهارون شخردميان
1 comment
Can someone translate this
Can someone translate this article to either English or Armenian?
Comments are closed.